ارتفعت أسعار الذهب بشكل طفيف يوم الثلاثاء، مرتدة من أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، مع انحسار التوترات التجارية العالمية التي حدّت من الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن، وذلك قبيل صدور قرار مهم من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن السياسة النقدية.
وسجل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 3,327.10 دولار للأونصة، كما صعدت العقود الآجلة للذهب بنسبة مماثلة إلى 3,381.00 دولار للأونصة.
تراجع الذهب خلال الجلسات الأربع الماضية على التوالي، وذلك في ظل إحراز تقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما قلل من الطلب على الأصول الآمنة. فقد توصل الطرفان إلى اتفاق إطار للتجارة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو ما ساهم في تهدئة التوترات بين اثنتين من أكبر الاقتصادات العالمية، وأضعف شهية المستثمرين على الذهب في الأجل القريب.
في المقابل، قفز مؤشر الدولار الأميركي بأكثر من 1% يوم الاثنين، وواصل تداوله في المنطقة الإيجابية، مما جعل السلع المقومة بالدولار، مثل الذهب، أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين من خارج الولايات المتحدة.
ورغم هذا التراجع الأخير في الأسعار، من المرجح أن تبقى أسعار الذهب فوق مستوى 3,000 دولار للأونصة، مع استمرار توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة. وأظهر استطلاع أجرته رويترز لآراء 40 محللاً ومتداولاً أن متوسط التوقعات لسعر الذهب هذا العام بلغ 3,220 دولارًا للأونصة، ارتفاعًا من 3,065 دولارًا في استطلاع سابق قبل ثلاثة أشهر، كما ارتفعت التوقعات لعام 2026 إلى 3,400 دولار من 3,000 دولار.
وبينما ساهمت المخاوف المتعلقة بالمواعيد النهائية للاتفاقات التجارية والقضايا المالية في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن، يرى معظم المحللين أن البنوك المركزية تظل المحرك الأساسي وراء صعود الذهب، في ظل سعيها لتنويع احتياطاتها بعيدًا عن هيمنة الدولار على المدى الطويل.
وينتظر المستثمرون الآن نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يستمر يومين، مع ترجيحات قوية بأن يبقي البنك على أسعار الفائدة دون تغيير، في حين ستُراقب الأسواق عن كثب أي إشارات بشأن توجهات السياسة النقدية المستقبلية.
ويؤدي هذا الترقب إلى بقاء تداولات الذهب ضمن نطاق محدود، حيث يتجنب المتعاملون اتخاذ مراكز كبيرة قبيل القرار. كما يترقب المشاركون في السوق سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية المقررة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، تشمل أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، ومؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، وتقارير الوظائف الشهرية.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.
