يواصل سعر الذهب الحفاظ على مستويات دعم رئيسية وسط بيئة محفوفة بالتقلبات، رغم تعرضه لضغوط بيعية لليوم الثالث على التوالي. يأتي ذلك في ظل تحسن نسبي للأوضاع الجيوسياسية بعد إعلان التهدئة في الصراعات الإقليمية، مما أثّر بشكل مباشر على توجهات المستثمرين في أسواق المعادن النفيسة.
في الوقت نفسه، ساهم الانخفاض الحاد في أسعار النفط في زيادة الضغوط البيعية على الذهب، إذ أدى ضعف “الذهب الأسود” إلى تقليل جاذبية المعدن كأداة للتحوط ضد التضخم. إلا أن الذهب تمكن من جذب المشترين عند المستويات المنخفضة، مستفيدًا من تراجع الطلب على الدولار كملاذ آمن مع تحسن الأجواء الجيوسياسية.
على الصعيد الاقتصادي، تلعب توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي دورًا محوريًا في دعم الذهب. فقد أبدى عدد من مسؤولي الفيدرالي استعدادهم لخفض أسعار الفائدة في اجتماع يوليو المقبل إذا استمرت ضغوط التضخم في التراجع، مما يزيد من الضغوط على الدولار ويعزز جاذبية الذهب، الذي لا يدر عوائد.
تُظهر مؤشرات السوق ارتفاع احتمالية خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة إلى 21% في الشهر المقبل، مقارنة بـ 14.5% قبل أسبوع. ويتجه التركيز الآن إلى شهادة رئيس الفيدرالي أمام الكونغرس، المقررة على مدار يومين بدءًا من الثلاثاء، حيث يترقب المستثمرون مؤشرات جديدة حول توقيت خفض الفائدة.
من جهة أخرى، تظل الأسواق حذرة تجاه تطورات الصراعات الجيوسياسية ومدى استقرارها، لا سيما مع استمرار التقارير عن أعمال عسكرية متفرقة. وفي حال عودة التصعيد أو زيادة التوترات في المنطقة، قد يؤدي ذلك إلى تعزيز الطلب على الدولار، مما يضغط سلبًا على أسعار الذهب مجددًا.
بهذه المعطيات، يبقى الذهب تحت تأثير متوازن بين العوامل السياسية والاقتصادية، وسط ترقب مستمر لأية تطورات جديدة قد تعيد صياغة توجهات الأسواق.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.
