Cannot fetch data from server.

أنواع مخاطر الاستثمار وكيفية إدارتها بذكاء.. استراتيجيات تحمي أموالك

0 80

تُعد المخاطر جزءًا أصيلًا من أي نشاط اقتصادي أو مالي فنحن نتعامل معها يوميًا في قرارات الحياة والعمل، لكن عندما يتعلّق الأمر بالاستثمار يصبح فهم المخاطر وإدارتها عنصرًا حاسمًا في حماية رأس المال وتحقيق العوائد المتوقعة، مخاطر الاستثمار ببساطة هي مستوى عدم اليقين في الوصول إلى العائد الذي تتوقعه وهي عنصر لا يمكن تجاهله عند تقييم أي مشروع أو أصل مالي، وتشكّل إدارة المخاطر جزءًا جوهريًا من دراسة الجدوى لأي استثمار، إذ يجب تحديد نوعية هذه المخاطر وكيفية قياسها ووضع إستراتيجيات واضحة للحد من تأثيرها، فالإدارة الجيدة لا تقتصر على تجنب الخسائر فقط، بل تهدف كذلك إلى تحويل المخاطر من عناصر سلبية إلى فرص تخدم المستثمر. 

مخاطر الاستثمار

تُقسّم المخاطر غالبًا إلى فئتين رئيسيتين

  1. مخاطر منهجية (مخاطر السوق): وهي المخاطر التي تطال السوق بأكمله، مثل التضخم، أسعار الفائدة، التوترات الجيوسياسية، أو الركود الاقتصادي. 
  2. مخاطر محددة (غير منتظمة): وهي المخاطر المرتبطة بشركة معينة أو قطاع محدد، مثل ضعف الإدارة أو تغيّر القوانين المنظمة لصناعة ما. 

أنواع المخاطر التي تتعرض لها الاستثمارات

تشير المخاطر في الأسواق المالية إلى احتمالية أن يتعرض استثمارك لتراجع في قيمته نتيجة تحرك غير متوقع في الأسعار، وتتأثر الأسواق بمجموعة واسعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية والتنظيمية، مما يعني أن المستثمر يحتاج إلى معرفة أنواع المخاطر بدقة، وكيفية التعامل مع كل منها باستخدام أدوات واستراتيجيات واضحة، وتتلخص هذه المخاطر فيما يلي: 

1- مخاطر السوق:

تتأثر الاستثمارات بشكل مباشر بتقلبات الأسواق المالية، فعلى سبيل المثال قد تتراجع أسواق الأسهم بسبب التوترات السياسية أو الاقتصادية مما يؤدي إلى انخفاض في قيمة الأصول.

مثال: انخفاض أسعار الأسهم بسبب الركود الاقتصادي أو الأزمات المالية العالمية.

2- مخاطر التضخم:

التضخم هو ارتفاع في أسعار السلع والخدمات، ويؤدي إلى تآكل القيمة الشرائية للأموال، إذا كان العائد من الاستثمار أقل من نسبة التضخم فإن القوة الشرائية لأموالك ستنخفض على المدى الطويل.

يجب على المستثمرين اختيار استثمارات تولد عائدًا يتناسب مع معدلات التضخم على الأقل.

3- المخاطر الائتمانية:

تتعلق هذه المخاطر بالاستثمار في أدوات الدين مثل السندات، حيث يمكن أن يتعرض المستثمر لخسائر إذا لم يكن الجهة المُصدرة للسند قادرة على سداد الدين.

مثال: التعثر المالي لشركة مُصدرة للسندات يؤدي إلى عدم قدرة الشركة على الوفاء بديونها، مما يتسبب في خسارة للمستثمرين.

4- مخاطر السيولة:

تشير مخاطر السيولة إلى صعوبة بيع أصل أو استثمار بسرعة وبسعر مناسب. قد يواجه المستثمرون صعوبة في تحويل استثماراتهم إلى نقد، خاصة في الأصول غير السائلة مثل العقارات.

اختيار استثمارات ذات سيولة عالية، مثل الأسهم المتداولة في البورصات، يقلل من مخاطر السيولة.

5- مخاطر العملة:

تتعلق المخاطر هنا بالتقلبات في أسعار الصرف عند الاستثمار في أصول بعملة مختلفة عن عملة بلدك. التقلبات السريعة في سعر الصرف يمكن أن تؤثر على العائدات بشكل كبير.

مثال: تراجع سعر العملة المحلية مقابل الدولار قد يزيد من تكلفة الاستثمار الخارجي ويقلل من العوائد عند تحويلها للعملة المحلية.

معرفتك بأنواع المخاطر في الأسواق ليس كافيًا لحمايتك، يجب عليك تحديد نسبة المخاطرة التي يمكنك تقبلها كمتداول لتتعرف على نوع الاستثمار الأنسب لك، لذلك قم بتحديد أنت أي شخص من الآتي. 

شهية المخاطرة للمتداول 

يجب عليك كمتداول التعرف على شهيتك للمخاطرة، حيث انه يختلف تحمّل المخاطر من شخص لآخر، وهناك ثلاث فئات رئيسية: 

  1. شهية منخفضة للمخاطرة 

يفضل أصحابها الاستثمارات الآمنة والمكاسب الصغيرة المستقرة مثل السندات. 

  1. شهية معتدلة للمخاطرة 

يميلون إلى الاستثمار في الأسهم والصناديق المتنوعة ويقبلون تقلبات أكبر. 

  1. شهية عالية للمخاطرة 

يخوض أصحابها أسواق شديدة التقلب مثل الفوركس والعملات الرقمية، وغالبًا يستخدمون الرافعة المالية لتحقيق مكاسب أكبر، مع إدراك أنها تضاعف الخسائر كذلك. 

مخاطر الاستثمار في الذهب

الذهب غالبًا ما يُعتبر “ملاذًا آمنًا”، لكنه الاستثمار في الذهب رغم ذلك ليس خاليًا من المخاطر:

  1. تقلبات الأسعار العالمية: قد تتغير أسعار الذهب بشكل سريع نتيجة تحركات الدولار وأسعار الفائدة والسياسات النقدية.
  2. عدم وجود عائد دوري: الذهب لا يحقق دخلاً ثابتًا مثل توزيعات أرباح الأسهم أو عوائد السندات.
  3. تكاليف التخزين والتأمين: خاصة عند شراء الذهب المادي كسبائك أو جنيهات.
  4. تأثير العرض والطلب العالمي: أي زيادة في الإنتاج أو تغيير في سياسات البنوك المركزية قد يضغط على سعره.

مخاطر الاستثمار في البورصة

الاستثمار في البورصة هو الأكثر ارتباطًا بالتقلبات قصيرة المدى، وتشمل مخاطره:

  1. تذبذب الأسعار بشكل لحظي: الأسعار يمكن أن ترتفع أو تنخفض بسرعة كبيرة خلال جلسة واحدة.
  2. تأثير الأخبار والشائعات: الأسواق حساسة جدًا للبيانات الاقتصادية والأحداث السياسية.
  3. مخاطر الرافعة المالية: تؤدي الرافعة إلى تضخيم الأرباح والخسائر، وقد تسبّب خسارة رأس المال بالكامل.
  4. سلوك المستثمرين: القرارات العاطفية مثل الخوف والجشع تؤدي إلى تحركات حادة وغير منطقية في السوق.

مخاطر الاستثمار في العقار

رغم أنه أحد أكثر الأصول استقرارًا، إلا أن الاستثمار في القطاع العقاري يحتوي على مخاطر مهمة يجب الانتباه لها:

  1. محدودية السيولة: بيع العقارات يحتاج إلى وقت طويل مقارنة بالأصول المالية.
  2. تقلبات الأسعار العقارية: تتأثر بتغيرات الطلب، الفائدة البنكية، القوانين الحكومية، والركود الاقتصادي.
  3. تكاليف الصيانة والإدارة: العقار يحتاج إلى مصاريف تشغيلية مستمرة.
  4. مخاطر الإيجار: قد يظل العقار غير مُؤجّر لفترات طويلة، مما يسبب خسارة في الدخل المتوقع.

مخاطر الاستثمار في العملات الرقمية

يعد هذا القطاع الأكثر مخاطرة بين جميع الأنواع السابقة بسبب طبيعته الحديثة وتقلباته الحادة:

  1. تقلبات سعرية غير مسبوقة: قد ترتفع أو تنهار العملات الرقمية بنسبة تتجاوز 20–50% في يوم واحد.
  2. غياب التنظيم الكامل: العديد من الدول لا تضع قوانين واضحة، ما يرفع احتمالات الاحتيال أو إغلاق المنصات.
  3. مخاطر الاختراق والأمان: المحافظ والمنصات معرضة للاختراقات، وقد يفقد المستثمر أمواله دون إمكانية استردادها.
  4. مشروعات غير موثوقة: الكثير من العملات تعتمد على وعود تسويقية دون قيمة أو استخدام حقيقي.
  5. تأثير الأخبار وتغريدات المؤثرين: السوق يتأثر بشكل كبير بالعوامل النفسية والشائعات.

فيما يلي سنتعرف على طرق مختلفة أو خطوات يجب عليك اتباعها إذا كنت تسعى لإدارة المخاطر في محفظتك الاستثمارية بشكل سليم.

كيفية إدارة مخاطر الاستثمار 

1- تنويع المحفظة الاستثمارية

يُعدّ من أكثر الاستراتيجيات فعالية في تقليل المخاطر، توزيع رأس المال على أسهم وسندات وعقارات وغيرها يساعد على امتصاص الخسارة في أصل معيّن وتعويضها بأرباح في أصل آخر، التنويع ليس خيارًا ثانويًا بل هو أساس الحماية. 

2- التخطيط المالي الجيد 

يتطلب تحديد أهداف واضحة تتناسب مع قدرتك على تحمل المخاطر، مراجعة وضعك المالي وتحديد مدة الاستثمار ووضع استراتيجية منطقية كلها عوامل تصنع الفرق في النتائج على المدى الطويل. 

3- مراقبة السوق بشكل دوري 

الأسواق لا تتوقف عن التغير والمتابعة المستمرة تساعدك على تعديل قراراتك عند ظهور اتجاهات جديدة أو مخاطر غير متوقعة. 

4- تحديد حد الخسارة 

وضع مستوى واضح للخسارة المقبولة لكل عملية يضمن حماية رأس المال من تراجعات حادة. 

مثال: تحديد نسبة 5–10% كحد أقصى للخسارة في الصفقة يمنع الانجراف خلف العاطفة ويحافظ على انضباطك. 

5- الاستثمار طويل الأجل 

يخفف من تأثير التقلبات قصيرة الأجل، ويمنحك فرصة الاستفادة من النمو التراكمي على مدى السنوات. غالبًا ما تكون النتائج طويلة الأجل أكثر استقرارًا وفاعلية. 

نصائح لتجنب مخاطر الاستثمار 

  1. ابحث جيدًا قبل اتخاذ أي قرار فالاستثمار دون تحليل مدروس يُعدّ مخاطرة بحد ذاته. 
  2. استعن بخبراء ماليين موثوقين لتقييم خياراتك بشكل احترافي. 
  3. واظب على متابعة الأخبار الاقتصادية والعوامل المؤثرة في الأسواق مثل أسعار الفائدة والتقارير المالية فالمعرفة قوة. 

في النهاية، لا ينبغي أن يمنعك الخوف من المخاطر من دخول الأسواق، فعندما تُدار المخاطر بذكاء ويكن بجانبك وسيط مالي موثوق تتحول الأسواق إلى مساحة واسعة لفرص حقيقية يمكن أن تبني من خلالها ثروتك عبر الإنترنت ويمكنك بناء هذه الثروة مع أفضل وسيط مالي في الأسواق LDN Global Markets.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.