مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تستحوذ هذه العملية السياسية الكبرى على اهتمام الملايين حول العالم. فالانتخابات الأمريكية لها تأثير كبير على الأوضاع الاقتصادية والسياسية داخل الولايات المتحدة وخارجها، كما أن نتائجها تحمل انعكاسات عالمية في العديد من المجالات. في هذا المقال، سنستعرض مختلف مراحل الانتخابات الأمريكية بشكل مبسط، لتسهيل فهم هذه العملية المعقدة، وسنتناول أهم المحطات والمرشحين والكيفية التي يتم بها انتخاب الرئيس الجديد للولايات المتحدة.
النظام الحزبي في الولايات المتحدة
تهيمن على السياسة الأمريكية حزبان رئيسيان هما: الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري. ينتمي كل رئيس أمريكي في العصر الحديث إلى أحد هذين الحزبين، ولكل منهما رؤى وبرامج سياسية مختلفة تؤثر على اتجاه البلاد.
- الحزب الديمقراطي، الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي جو بايدن، يتميز بأجندة ليبرالية تركز على تعزيز الحقوق المدنية، توفير الضمان الاجتماعي، ومواجهة التغير المناخي.
- الحزب الجمهوري، الذي يشتهر بسياسات محافظة، يسعى لتقليل حجم الحكومة، وتخفيض الضرائب، وتقييد الهجرة وحق الإجهاض.
متى ستكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة؟
ستجرى انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم الثلاثاء، 5 نوفمبر 2024. ينتخب الأمريكيون فيها الرئيس للفترة القادمة التي تبدأ في يناير 2025، ومدة الرئاسة في الولايات المتحدة هي أربع سنوات.
من هم المرشحون وكيف يتم ترشيحهم؟
بدأت حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024 بعدد من المرشحين من كلا الحزبين، إلا أن السباق التمهيدي يقلل هذا العدد تدريجياً. يختار كل حزب مرشحاً رسمياً من خلال سلسلة من الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية على مستوى الولايات. ومن أهم أيام هذه العملية هو ما يُعرف بيوم “الثلاثاء الكبير”، الذي يعقد في 3 مارس 2024، حيث تجري أكثر من اثنتي عشرة ولاية انتخاباتها التمهيدية.
في الحزب الديمقراطي، من المتوقع أن يكون الرئيس بايدن مرشح الحزب للانتخابات العامة. وفي الحزب الجمهوري، يعتبر الرئيس السابق دونالد ترامب المرشح الأبرز حالياً. إلى جانب ذلك، يوجد بعض المرشحين المستقلين مثل روبرت إف كينيدي جونيور، الذي ينحدر من عائلة كينيدي الشهيرة في السياسة الأمريكية.
كيف تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
الانتخابات الرئاسية الأمريكية تعتمد على نظام المجمع الانتخابي، وهو نظام معقد يختلف عن الانتخابات العامة المباشرة. يتم تخصيص عدد معين من أصوات المجمع الانتخابي لكل ولاية بناءً على عدد سكانها، ويبلغ إجمالي الأصوات 538 صوتاً. يحتاج المرشح الفائز إلى الحصول على 270 صوتاً على الأقل للفوز بالرئاسة.
تتبع معظم الولايات قاعدة “الفائز يحصل على كل شيء”، حيث يحصل المرشح الذي يحقق أكبر عدد من الأصوات في الولاية على جميع أصوات المجمع الانتخابي المخصصة لها. هذا النظام يجعل بعض الولايات التي تُعرف بـ”الولايات المتأرجحة” ذات أهمية كبرى، حيث قد تؤثر نتيجتها بشكل كبير على نتيجة الانتخابات النهائية.
من هم الذين سيتم انتخابهم أيضاً؟
بالإضافة إلى الرئيس، يقوم الناخبون الأمريكيون بانتخاب أعضاء الكونغرس خلال الانتخابات الرئاسية، مما يشمل جميع مقاعد مجلس النواب (435 مقعداً) و33 مقعداً من مجلس الشيوخ. يساهم الكونغرس في صياغة القوانين والتشريعات، وقد يؤثر التوازن الحزبي في المجلسين على قدرة الرئيس الجديد على تنفيذ سياساته.
حالياً، يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب، بينما يتمتع الديمقراطيون بالأغلبية في مجلس الشيوخ. إن التغيرات التي قد تحدث في هذا التوزيع السياسي بعد الانتخابات من شأنها أن تحدد قدرة الرئيس على تمرير مشروعاته.
من يمكنه التصويت؟
يمكن لأي مواطن أمريكي يبلغ من العمر 18 عاماً أو أكثر التصويت في الانتخابات الرئاسية. وتجري الانتخابات في الولايات المتحدة كل أربع سنوات، ويحق للمواطنين المؤهلين التصويت لممثلين على المستويين الرئاسي والتشريعي.
متى يُعلن الفائز في الانتخابات؟
في المعتاد، يُعلن عن الفائز في ليلة الانتخابات أو صباح اليوم التالي، إلا أنه قد يستغرق فرز جميع الأصوات عدة أيام في حال حدوث تعقيدات كما حدث في انتخابات 2020. بعد إعلان النتائج، تبدأ فترة انتقالية تتولى فيها الإدارة الجديدة وضع خططها للفترة الرئاسية القادمة، ويتم التنصيب الرسمي للرئيس في يناير في حفل كبير يقام في العاصمة واشنطن.
أهمية هذه الانتخابات عالمياً
تُعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية حدثاً هاماً على الساحة الدولية، حيث أن الرئيس الأمريكي يتمتع بنفوذ كبير على السياسات العالمية من خلال التجارة الدولية والسياسة الخارجية والتعاون الدولي. تأثير الرئيس لا يقتصر على الولايات المتحدة وحدها، بل يمتد إلى قضايا مثل التغير المناخي، والتجارة العالمية، والسياسات العسكرية، مما يجعل هذه الانتخابات محط اهتمام عالمي.
“تلعب الانتخابات الرئاسية الأمريكية دوراً بارزاً في تشكيل مستقبل الولايات المتحدة والسياسات الدولية. من خلال فهم مراحلها المعقدة، يمكننا تقدير أهميتها والاستفادة من هذه المعرفة لفهم التوجهات القادمة. سواء كنت متابعاً من داخل الولايات المتحدة أو من خارجها، فإن هذه الانتخابات تحمل تأثيرات عميقة تمتد إلى جميع أنحاء العالم.”
