سجلت أسعار الذهب تراجعًا محدودًا خلال تعاملات اليوم، بعدما لامست قممًا تاريخية في الجلسة السابقة، في ظل اتجاه بعض المتعاملين إلى تقليص مراكزهم وتأمين الأرباح، بالتزامن مع تحسن طفيف في أداء الدولار الأمريكي. ورغم هذا التراجع، ما زالت البيئة العامة داعمة للمعدن النفيس، مدفوعة بعوامل جيوسياسية قائمة وتوقعات متزايدة بتوجه السياسة النقدية الأمريكية نحو مزيد من التيسير.
وتداول الذهب في السوق الفورية قرب مستوى 4,513 دولارًا للأونصة بانخفاض طفيف، بعد أن كان قد سجل أعلى مستوى في تاريخه عند 4,549 دولارًا للأونصة بنهاية الأسبوع الماضي. كما تراجعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة تسليم فبراير بشكل محدود لتستقر بالقرب من 4,536 دولارًا للأونصة، في حركة تعكس هدوء الزخم بعد مكاسب قوية.
وكان المعدن الأصفر قد أنهى الأسبوع الماضي على ارتفاع تجاوز 4.5%، مستفيدًا من تصاعد الرهانات على قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، خاصة مع تزايد المؤشرات على تراجع الضغوط التضخمية. هذه التوقعات دفعت الأسواق إلى تسعير مسار أكثر مرونة للسياسة النقدية خلال عام 2026، وهو ما يعزز من جاذبية الذهب عبر تقليص تكلفة الاحتفاظ به مقارنة بالأصول ذات العائد.
وعلى مدار عام 2025، قدّم الذهب أداءً استثنائيًا، مسجلًا مكاسب تفوق 72% منذ بداية العام، بدعم من مشتريات قوية من البنوك المركزية، وتدفقات مستمرة نحو الصناديق المدعومة بالذهب، إلى جانب استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي، وزيادة الطلب التحوطي من قبل المستثمرين في مواجهة تقلبات العملات والمخاطر الاقتصادية.
في المقابل، شهدت الأسعار بعض التهدئة مع بداية الأسبوع، عقب فشل المحادثات الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا في تحقيق تقدم ملموس. ورغم أن أي اتفاق سلام شامل قد يشكل عامل ضغط على أسعار الذهب على المدى المتوسط، فإن غياب خطوات واضحة حتى الآن أبقى تأثير هذا العامل محدودًا.
أما على صعيد المعادن الأخرى، فقد واصلت الفضة أداءها القوي، مسجلة مستوى قياسيًا جديدًا بدعم من الطلب الصناعي المتنامي إلى جانب دورها كأداة تحوط. في حين شهد البلاتين تراجعًا طفيفًا بعد بلوغ قمم تاريخية، متأثرًا بعوامل تتعلق بجانب العرض وتحسن آفاق الطلب في قطاعات الصناعة والسيارات.
كما سجل النحاس قفزة قوية، حيث ارتفعت أسعاره في بورصة لندن للمعادن إلى مستويات غير مسبوقة، مدعومة باضطرابات في سلاسل الإمداد وزيادة الطلب الصناعي، وهو ما انعكس أيضًا على العقود الأمريكية التي واصلت تحقيق مكاسب خلال الجلسة.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.




