يظل زوج اليورو/الدولار تحت الضغط بعد الانخفاض الحاد الذي شهده يوم الجمعة عقب تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP)، مع وجود مزيد من المخاطر الهبوطية جراء إعلان الرئيس ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على الصلب، وما قد يترتب عليها من رسوماً إضافية على قطاعات أخرى مثل السيارات، مما قد يؤثر سلباً على توقعات اليورو.
إضافةً إلى هذه التطورات المتعلقة بالرسوم الجمركية، يستمر الفرق الكبير في أسعار الفائدة بين منطقة اليورو والولايات المتحدة في الضغط على زوج اليورو/الدولار، حيث يتداول الزوج بالقرب من مستوى 1.03. ومن المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بتخفيف السياسة النقدية بمقدار 88 نقطة أساس إضافية هذا العام، ما يعزز الفجوة بين سياسات الاقتصاد الأمريكي والأوروبي. في المقابل، دفعت البيانات الاقتصادية القوية في الولايات المتحدة إلى تأجيل التوقعات الخاصة بتخفيضات أسعار الفائدة، مما يعزز الدعم للدولار. ومع الترقب لرسوم جمركية جديدة، فإن الاتجاه الهابط لزوج اليورو/الدولار قد يستمر، مع احتمال انحداره إلى مستويات 1.0200 أو أقل.
رغم التحديات التي يواجهها اليورو، فإن هناك عاملًا مفاجئًا قد يظهر في الأسابيع القادمة وهو إمكانية تحقيق تقدم في حل النزاع في أوكرانيا. هناك تكهنات حول إعلان الحكومة الأمريكية عن خطط جديدة في مؤتمر ميونيخ للأمن، لكن أي تقدم كبير في علاقات روسيا لن يكون مفاجأة للسوق ولم يتم تسعيره بعد في أسواق الصرف.
يستمر الدولار في الاستفادة من التأثيرات المرتبطة بالرسوم الجمركية، حيث تراقب الأسواق عن كثب أي تطورات جديدة. قد تُعلن الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية مقابلة قريبًا، لكن من غير الواضح ما إذا كانت ستستهدف قطاعات معينة مثل السيارات أو الأدوية أو أشباه الموصلات، أم أنها ستُفرض على نطاق أوسع. كما من المتوقع أن يوقع الرئيس ترامب مجموعة جديدة من الأوامر التنفيذية، مما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق.
بشكل عام، تظل المخاطر بالنسبة لتوقعات الدولار مائلة لصالح الصعود، خاصة إذا أعلن الرئيس ترامب عن فرض رسوم جمركية مقابلة على نطاق واسع. يجمع الدولار بين تهديدات الرسوم الجمركية، والبيانات الاقتصادية الأمريكية القوية، والدعم المستمر من ارتفاع أسعار الطاقة، مما يعزز توقعات استمرار قوته في الأجل القريب. وبالتالي، من المرجح أن تظل التوقعات السلبية لزوج اليورو/الدولار قائمة، مع احتمالية انخفاضه إلى مستوى 1.0200 أو أدنى في الأسابيع القادمة.
