سجلت أسعار الذهب والفضة قفزات ملحوظة في تداولات يوم الاثنين في أسواق آسيا، حيث دفع تصاعد المخاوف الجيوسياسية، بما في ذلك التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، الطلب على الملاذات الآمنة. قفز الذهب الفوري بنسبة 1.4% ليصل إلى 4,403.60 دولار للأوقية، متجاوزًا قمة أكتوبر الماضي. كذلك، ارتفعت العقود الآجلة للذهب لشهر فبراير بأكثر من 1% إلى 4,442.55 دولار للأوقية.
شهدت الفضة أيضًا زيادة قوية بلغت 3%، حيث سجلت سعرًا قياسيًا قدره 69.4545 دولار للأوقية، بينما ارتفعت العقود الآجلة للفضة إلى 69.515 دولار للأوقية. هذه الزيادة في الفضة تواكبت مع صعود البلاتين الذي قفز بنسبة 2% ليصل إلى أكثر من 2,000 دولار للأوقية لأول مرة منذ عام 2008. أما البلاديوم، فقد ارتفع بنسبة 5% ليصل إلى 1,799.20 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى له في ثلاثة أعوام.
الارتفاعات التي شهدتها أسواق المعادن في الأسابيع الأخيرة كانت مدفوعة بالقلق الناتج عن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، مما زاد من الإقبال على الأصول الآمنة. كما تزايدت التوقعات بتخفيضات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في 2026، مما دفع المستثمرين إلى التركيز على المعادن الثمينة كأدوات استثمار آمنة.
وأشار محللو OCBC إلى أن الذهب يحقق مكاسب بفضل عوامل هيكلية ودورية، مثل التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، وكذلك الطلب المستمر من البنوك المركزية، والقلق الجيوسياسي المستمر. حتى مع تلاشي بعض العوامل قصيرة الأجل، يظل الذهب أداة استراتيجية في تخصيص المحفظة الاستثمارية، مما يعزز مكانته كأصل طويل الأجل.
بالرغم من المكاسب الكبيرة في الفضة، حذر بعض الخبراء من أن الفضة قد تشهد تراجعًا في حال تراجع الطلب الصناعي أو تصاعد المخاوف من النمو الاقتصادي. في المقابل، عززت التقارير عن التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وفنزويلا من الطلب على الملاذات الآمنة، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على أسعار المعادن الثمينة.
مع توقعات بتزايد الطلب على الفضة والبلاتين في القطاعات الصناعية، مثل المكونات الكهربائية، تحركت الأسواق في اتجاه صاعد. وتوقعات نقص الإمدادات في العام المقبل ساهمت أيضًا في دعم الأسعار. هذه العوامل دفعت المعادن مثل الفضة والبلاتين لتفوق الذهب في أدائها هذا العام
لم تقتصر المكاسب على المعادن الثمينة فقط، حيث شهد النحاس أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا، بدعم من توقعات تحسن الطلب في العام المقبل. الزيادة في الطلب على النحاس مرتبطة بتعزيز الحوافز الاقتصادية في الصين، بالإضافة إلى زيادة الطلب على المكونات الكهربائية في مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي. هذه العوامل دفعت بأسعار النحاس إلى مستويات قياسية، مما يعكس الزخم القوي في أسواق الأصول الملموسة.
في الختام، تظل أسواق المعادن في حالة تأهب وسط التوترات الجيوسياسية المستمرة وتأثيرات السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي على الأسواق. مع تزايد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي، يظل الطلب على الأصول الآمنة من المعادن الثمينة في ارتفاع، مما يجعلها نقطة جذب للمستثمرين الباحثين عن حماية لأموالهم في هذه الأوقات المضطربة.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.




