افتتحت الأسواق الآسيوية جلسة اليوم بارتفاعات معتدلة، مدفوعة بتوقعات بأن الإدارة الأميركية ستقوم بتقديم إعفاءات جمركية إضافية، الأمر الذي خفف جزئيًا من الضغوط الناجمة عن تصاعد النزاع التجاري مع الصين. ورغم تحسن شهية المخاطرة، إلا أن المكاسب بقيت محدودة بفعل عدم وضوح التوجه الأميركي، خاصة بعد تصريحات الرئيس ترامب التي أوضح فيها أن الإعفاءات ستكون “مؤقتة”.
في المقابل، لم تنجح المؤشرات الصينية في مجاراة الاتجاه الصاعد لباقي الأسواق الآسيوية، إذ ساد التذبذب أداء مؤشري شنغهاي وCSI 300، على خلفية استمرار الحرب التجارية وفرض بكين رسومًا انتقامية بنسبة 125% على سلع أميركية. حيث يتوجه التركيز الأن نحو بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول في الصين، والتي ستحدد ما إذا كانت الحوافز الاقتصادية التي أطلقتها السلطات الصينية منذ أواخر 2024 بدأت تؤتي ثمارها أم لا.
وسجلت بورصتا طوكيو وسيول أداءً قوياً مدفوعًا بتحسن معنويات المستثمرين في قطاعي التكنولوجيا والسيارات. وارتفع مؤشر نيكاي بشكل ملحوظ بعد أن لمح البيت الأبيض إلى إمكانية استثناء واردات السيارات من الرسوم الجمركية، وهو ما انعكس إيجابًا على أسهم شركات مثل تويوتا وهوندا وهيونداي، التي قفزت بنسب قاربت 5%. كما استفادت شركات التكنولوجيا من استثناءات مماثلة لبعض الأجهزة الإلكترونية، وهو ما دعم الطلب على الأسهم المرتبطة بهذا القطاع.
وفي سيدني، حقق مؤشر ASX 200 مكاسب طفيفة بعد صدور محضر اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي، الذي أشار إلى أن خفض الفائدة لم يكن مطروحًا بقوة خلال الاجتماع الأخير. وقد ساهم هذا الموقف في تعزيز الدولار الأسترالي، الذي كان من بين أقوى العملات أداءً اليوم، مرتفعًا بنسبة 1.4% أمام نظيره الأميركي. حيث أكد البنك المركزي أن تصاعد التوترات التجارية قد يؤدي إلى تقلبات حادة في التضخم والنمو، وبالتالي فضّل تأجيل أي خطوات جديدة حتى تتضح الرؤية الاقتصادية العالمية خلال الأشهر المقبلة.
ومن جهة أخرى، سجل مؤشر الدولار الأميركي انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1%، ليواصل تراجعه قرب أدنى مستوياته خلال ثلاث سنوات. هذا التراجع جاء على خلفية مرونة نسبية في الموقف الأميركي، حيث شملت إعفاءات محتملة لواردات السيارات من دول مثل المكسيك وكندا، إضافة إلى بعض الأجهزة التكنولوجية القادمة من الصين، مما عزز من أداء العملات المرتبطة بالسلع والأسواق الناشئة خلال الجلسة الآسيوية.
