Cannot fetch data from server.

الذهب يتراجع مع تراجع الطلب على الملاذات الآمنة

0 7

شهدت أسواق المعادن الثمينة بداية أسبوع حافلة بالتحركات، حيث واصل الذهب تراجعه خلال جلسة التداول الآسيوية يوم الإثنين، متأثرًا بانحسار المخاوف التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما دفع المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر وأضعف الإقبال على المعدن كملاذ آمن.

وانخفض السعر الفوري للذهب بنحو 1.3% ليستقر قرب 4,060 دولارًا للأونصة، بينما هبطت العقود الآجلة في الولايات المتحدة بنسبة 1.6% إلى 4,072 دولارًا. هذا التراجع جاء امتدادًا للضغوط التي شهدها المعدن في نهاية الأسبوع الماضي، بعدما أنهى سلسلة مكاسب استمرت تسعة أسابيع متتالية، تخللتها عمليات جني أرباح عقب بلوغ الأسعار مستويات قياسية تجاوزت 4,300 دولار للأونصة.

الضغوط البيعية على الذهب تزامنت مع بوادر تهدئة في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، بعد أن توصل الجانبان إلى إطار مبدئي لاتفاق تجاري خلال اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا في ماليزيا. ومن المنتظر أن يتم توقيع هذا الإطار بشكل رسمي خلال لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، وسط مؤشرات على تمديد الهدنة التجارية وفتح الباب أمام تفاهمات أوسع.

في هذا السياق، صرّح سكوت بيسنت، أحد مسؤولي وزارة الخزانة الأمريكية، بأن خطر فرض التعرفة الجمركية بنسبة 100% قد تلاشى، إلى جانب تراجع احتمالية لجوء الصين إلى فرض قيود على الصادرات، وهو ما ساعد على تهدئة مخاوف الأسواق ودفع شهية المخاطرة للارتفاع.

وعلى الرغم من الضغوط الأخيرة، لا يزال الذهب يجد بعض الدعم من توقعات المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتجه إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر في 29 أكتوبر. وجاءت تلك التوقعات عقب صدور بيانات التضخم الأمريكية (CPI) التي جاءت دون التقديرات، ما عزز الرهانات على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

ومن المعروف أن سياسات الفائدة المنخفضة عادةً ما تصب في مصلحة الذهب، إذ تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد، كما تضغط على قيمة الدولار، مما يجعل المعدن أكثر جاذبية للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة.

في المقابل، تراجعت أسعار المعادن الثمينة الأخرى مع تحسن المعنويات في الأسواق، حيث انخفضت عقود الفضة الآجلة بنحو 1.4% لتتداول حول 47.9 دولارًا للأونصة، بينما تراجعت عقود البلاتين بنسبة 0.9% لتصل إلى 1,587 دولارًا للأونصة.

أما النحاس فكان الاستثناء الأبرز، إذ قفزت أسعاره إلى مستوى قياسي جديد عند 11,078 دولارًا للطن في بورصة لندن للمعادن، بدعم من توقف إنتاج منجم غراسبرغ الإندونيسي التابع لشركة فريبورت منذ مطلع سبتمبر، إلى جانب التفاؤل بشأن احتمالية التوصل إلى هدنة تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

باختصار، يسير الذهب حاليًا في مسار تصحيحي طبيعي بعد موجة صعود قوية، في ظل تحسّن مزاج الأسواق وتراجع المخاطر الجيوسياسية، لكن احتمالات خفض الفائدة الأمريكية ما زالت توفر أرضية دعم للمعدن في المدى القصير، ما يجعل مستويات 4,000 دولار للأونصة منطقة مراقبة مهمة للمستثمرين خلال الفترة القادمة.

كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول  LDN Global Markets.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.