Cannot fetch data from server.

وول ستريت تقود حركة الأسهم العالمية

0 4

امتدت مكاسب أسواق الأسهم العالمية بدعم من تجدد توقعات خفض أسعار الفائدة في ديسمبر من جانب الاحتياطي الفيدرالي، إذ عززت البيانات الأمريكية الأضعف وتراجع عوائد السندات شهية المخاطرة، مما رفع المؤشرات الرئيسة في آسيا وأوروبا. ويستمر المزاج العام في الأسواق بالتشكل وفق مسار السياسة النقدية أكثر من اعتماده على أساسيات الشركات، بعدما دفعت البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة مؤشر الدولار نحو أدنى مستوى في أسبوع، ما عزز الرؤية بأن الفيدرالي يتجه إلى تيسير السياسة النقدية الشهر المقبل. وقد اعتُبر ضعف بيانات التجزئة والجملة، إلى جانب استقرار مؤشرات سوق العمل، مبرراً كافياً لتخفيضات قريبة دون أن يشير ذلك إلى هبوط اقتصادي حاد.

هذا السياق الكلي وفّر أرضية صلبة للمكاسب الواسعة في وول ستريت، وهو ما انعكس بدوره على تداولات آسيا وأوروبا في بداية جلسة الأربعاء. ورغم أن الارتفاع كان عاماً، فقد جذب القطاع التكنولوجي اهتماماً إضافياً مع تقييم المستثمرين لاحتمالات تغيير خريطة الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي. وتعرضت أسهم إنفيديا لضغوط بعد مخاوف من تعزيز جوجل جهودها في تطوير رقائق ذكاء اصطناعي، إلا أن مؤشر ناسداك 100 الآجل واصل الصعود الطفيف، ما يشير إلى أن تركيز المستثمرين ما يزال منصباً على السيولة النقدية ومحفزات السياسة أكثر من المخاطر القطاعية.

وفي أوروبا جاءت المكاسب أكثر حذراً قبيل إعلان الميزانية البريطانية، حيث يُتوقع اتخاذ خطوات تشديد مالي. ويتركز الاهتمام على ما إذا كانت زيادة الضرائب ستساهم في تخفيف التضخم بما يمنح بنك إنجلترا مساحة لإعادة ضبط مسار أسعار الفائدة. أما في آسيا فقد بدا الزخم أقوى مع صعود مؤشر نيكاي بنسبة 1.8% وارتداد سهم «سوفت بنك» بنسبة 5.8% بعد تراجعات حادة في الجلسة السابقة، فيما ارتفع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.7% مدعوماً بإقبال قوي على الأصول الحساسة للنمو.

وتداولت العقود الآجلة الأمريكية على ارتفاع قبل الجلسة القصيرة بسبب العطلة، إذ صعدت عقود S&P 500 بنسبة 0.4% وارتفعت عقود داو جونز بنسبة 0.3% وناسداك بنسبة 0.5%، ما يعكس استمرار شهية المخاطرة المدفوعة بتوقعات السياسة النقدية لا بتحسن الأرباح. وفي أسواق العملات تراجع الدولار قرب أدنى مستوياته الأخيرة، بينما ارتفع الجنيه الإسترليني بدعم من توقعات بعودة الانضباط المالي في المملكة المتحدة، في حين بقي اليورو مستقراً نسبياً. أما عوائد سندات الخزانة الأمريكية فقد تحركت صعوداً بشكل طفيف مع اقتراب مزاد للسندات لأجل سبع سنوات، في حين ارتفعت عوائد السندات البريطانية على نحو محدود.

وبقيت تحركات السلع هادئة، إذ استقرت أسعار النفط دون تغير يُذكر وسط ضبابية جيوسياسية وإشارات على ضعف الطلب، بينما ارتفع الذهب بنسبة 0.4% مدعوماً بتراجع الدولار وتوقعات التيسير النقدي. وحققت البيتكوين مكسباً محدوداً بنسبة 0.9% لكنها ما تزال دون ذروة أكتوبر، ما يعكس تراجع الزخم المضاربي.

وتعتمد النظرة القريبة على بيانات الأربعاء، بما في ذلك تقارير إعانات البطالة والطلبات على السلع المعمّرة. وأي إشارات على تباطؤ سوق العمل أو تراجع النشاط قد تعزز توقعات خفض الفائدة، ما يدعم الأسهم والذهب ويضغط على الدولار والعوائد. بينما قد يُضعف صدور بيانات قوية في التوظيف أو السلع المعمرة احتمالات الخفض القريب، مما يدفع الدولار للصعود والعوائد للارتفاع مع ضغوط على أسهم التكنولوجيا والنمو.

وفي المجمل، تتفاعل الأسواق المالية مع سردية واضحة تقودها السياسة النقدية، حيث يفضّل المستثمرون الأصول عالية الجودة مع الحفاظ على انتقائية أعلى تجاه القطاعات الأكثر حساسية لأسعار الفائدة. ويظل النهج البنّاء هو المراهنة على قوة الأسهم وصلابة الذهب، في حين يبقى الخطر الرئيس متمثلاً في ظهور بيانات توظيف أو إنفاق تدفع إلى إعادة تسعير مسار الفيدرالي.

كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول  LDN Global Markets.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.