افتتح الدولار الأمريكي تداولات الأسبوع على أداء متراجع، مع استمرار الضغوط البيعية التي سيطرت على السوق منذ نهاية الأسبوع الماضي. المستثمرون تمسكوا بتوقعات أن تتراجع واشنطن عن تصعيدها الأخير في الملف التجاري مع بكين، خصوصًا بعد أن لمح الرئيس ترامب إلى نية التهدئة عقب إعلانه السابق بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية. هذا التراجع الطفيف عكس حالة حذر وانتظار لدى المتعاملين، بدلًا من اتجاه واضح في السوق.
محاولة ترامب تهدئة المخاوف عبر منشوره على “تروث سوشيال”، والتي أكد فيها أن الولايات المتحدة لا تسعى لإيذاء الصين، اعتُبرت من قبل المتعاملين تراجعًا تكتيكيًا في الخطاب الأمريكي أكثر من كونها تغييرًا جذريًا في السياسة. ورغم أن التصريحات خففت من حدة التوتر، فإنها لم تُعد الثقة الكاملة إلى الأسواق، خاصة بعد الاضطرابات التي شهدتها الأسهم والعملات المشفرة يوم الجمعة الماضي.
وبدأت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية الأسبوع على صعود ملحوظ بعد موجة الهبوط العنيفة نهاية الأسبوع الماضي، مدعومة بتصريحات أكثر هدوءًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول العلاقات التجارية مع الصين. ارتفعت عقود داو جونز بنحو 1%، وS&P 500 بنسبة 1.5%، وناسداك 100 بنسبة 1.9%، في إشارة إلى عودة جزئية لشهية المخاطرة، لكن مع استمرار حالة الحذر العام في الأسواق.
وأظهرت بيانات التجارة الصينية ارتفاع الصادرات بنسبة 8.3% في سبتمبر متجاوزة التوقعات، وهو ما فُسّر كدليل على مرونة الاقتصاد الصيني في مواجهة الإجراءات الأمريكية. ومع ذلك، يرى المحللون أن استمرار هذا الأداء يعتمد على مدى التزام واشنطن وبكين بالتهدئة، إذ إن تنفيذ تهديد ترامب بفرض رسوم “من ثلاثة أرقام” قد يعيد الضغط على النمو العالمي وسلاسل الإمداد.
وفي أسواق العملات، استقر اليورو قرب 1.1620 دولار دون تغيّر يُذكر، بينما ارتفع الدولار أمام الين إلى حدود 151.90 مع ترقب المستثمرين للتطورات السياسية في اليابان بعد خروج حزب كوميتو من الائتلاف الحاكم. أما في أسواق الملاذات الآمنة، فقد واصل الذهب صعوده إلى مستوى قياسي جديد عند 4,068 دولارًا للأوقية بدعم من تزايد الطلب التحوّطي، فيما شهدت العملات المشفرة تداولات متقلبة بعد الانهيار العنيف الذي مسح أكثر من 19 مليار دولار من المراكز الطويلة.
وفي آسيا، دعم تحسن بيانات الصادرات الصينية صعود اليوان أمام الدولار، بينما استفاد الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي من تحسن شهية المخاطرة. ومع ذلك، تبقى الصورة العامة للسوق هشّة، حيث ينتظر المستثمرون أي خطوة جديدة من واشنطن أو بكين قد تحدد مسار التداولات القادمة. بوجه عام، يتحرك الدولار في نطاق ضيق بين ضغوط سياسية واقتصادية متعاكسة، في حين يظل الذهب المستفيد الأكبر من حالة عدم اليقين السائدة.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.