ظل سعر البيتكوين دون تغيير يُذكر يوم الثلاثاء، مواصلاً الخسائر التي تكبّدها نتيجة تصفية مشتقات العملات الرقمية بقيمة 1.5 مليار دولار في الجلسة السابقة، في وقت يستعد فيه المتداولون لمزيد من التقلبات قبيل واحدة من أكبر عمليات انتهاء صلاحية عقود الخيارات في تاريخ السوق.
ويترقب المستثمرون أيضًا خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت لاحق اليوم، والذي قد يوفر مؤشرات إضافية بشأن توجهات السياسة النقدية للبنك المركزي بعد خفض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي.
وسجلت أكبر عملة مشفرة في العالم انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1% لتتداول قرب أدنى مستوياتها في أسبوعين عند نحو 112,711 دولارًا. وكانت قد تراجعت بأكثر من 3% دون مستوى 112,000 دولار يوم الإثنين قبل أن تقلّص بعض خسائرها.
وأظهرت بيانات من منصة “كوين غلاس” أن تصفيات مراكز الشراء عبر العملات الرقمية بلغت نحو 1.5 مليار دولار يوم الإثنين، في أكبر موجة تصفية يومية منذ أشهر، حيث خسر أكثر من 400 ألف متداول رهاناتهم المدعومة بالرافعة المالية. كما تراجع الإيثر بنسبة وصلت إلى 9%، وسجّلت العملات البديلة مثل دوجكوين خسائر حادة أيضًا.
وأشارت تقارير إلى أن موجة البيع جاءت نتيجة مراكز تداول مفرطة وتراجع في السيولة، ما فاقم من حدة تقلبات الأسعار، وزاد الضغط مع تمركز المتداولين في عقود خيارات تستفيد من التحركات السعرية الحادة.
ويستعد السوق لانتهاء صلاحية كمية ضخمة من عقود الخيارات يوم الجمعة، حيث من المقرر أن تنتهي عقود بيتكوين وإيثر بقيمة تتجاوز 23 مليار دولار، في واحدة من أكبر عمليات التسوية في تاريخ السوق، بحسب بيانات منصة “ديربيت”.
في المقابل، لا يزال مجلس الاحتياطي الفيدرالي محور اهتمام رئيسي هذا الأسبوع، حيث يُنتظر أن يدلي رئيسه جيروم باول بتصريحات مهمة، بعد تصريحات سابقة من عضو المجلس ستيفن ميران، ومن المتوقع أن يتحدث عدد من صناع السياسات النقدية خلال الأيام المقبلة. وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض الأسبوع الماضي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وأظهرت التوقعات المعروفة باسم “مخطط النقاط” احتمالية إجراء خفضين إضافيين هذا العام، رغم لهجة الحذر التي تبناها المسؤولون، مؤكدين أن التضخم لا يزال فوق المستهدف، وأن وتيرة التيسير ستعتمد على البيانات الاقتصادية المقبلة.
وينتظر المستثمرون أيضًا صدور بيانات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي يوم الجمعة، وهو المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي لمتابعة التضخم.
وفي تطور منفصل، أفادت وكالة رويترز أن هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية طلبت بشكل غير رسمي من بعض شركات الوساطة في البرّ الرئيسي وقف أنشطة ترميز الأصول الواقعية في هونغ كونغ، ما يعكس مخاوف بكين من النمو السريع للمنتجات الرقمية خارج حدودها. وتهدف هذه التوجيهات إلى ضمان أن تكون مزاعم الشركات مدعومة بأعمال حقيقية، وتعزيز إدارة المخاطر، بحسب ما نقلته الوكالة عن مصادر مطلعة.
ويشير مصطلح ترميز الأصول الواقعية إلى تحويل أصول تقليدية مثل السندات أو العقارات إلى رموز رقمية قائمة على تقنية البلوك تشين. وكانت هونغ كونغ قد روّجت لهذا القطاع في إطار سعيها للتحول إلى مركز للتمويل الرقمي، ما جذب شركات وساطة صينية لتقديم منتجات جديدة في هذا المجال.
أما على صعيد العملات البديلة، فقد استمرت في تسجيل خسائر حادة يوم الثلاثاء، حيث تراجع الإيثر بنسبة 1.8% ليتداول عند نحو 4,190 دولارًا، بعد أن انخفض بنسبة وصلت إلى 9% يوم الإثنين ليسجل أدنى مستوى له في شهر.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.