استهل الدولار الأمريكي تعاملات الأسبوع الجديد بأداء إيجابي، مدعومًا بتزايد الإقبال على الأصول الآمنة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، إلى جانب استمرار دعم السياسة النقدية المتشددة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وقد دفع هذا الزخم مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من العملات، إلى أعلى مستوياته في نحو أسبوعين خلال جلسة التداول الآسيوية ليوم الاثنين.
ورغم الفجوة الصاعدة التي افتتح بها المؤشر، تراجع الزخم تدريجيًا ليستقر المؤشر فوق مستوى 99 نقطة بقليل، بارتفاع يتجاوز 0.25% خلال اليوم. ويأتي هذا الأداء في وقت تتزايد فيه حالة عدم اليقين العالمية، ما يعزز توجه المستثمرين نحو العملات ذات الطابع الدفاعي، وفي مقدمتها الدولار الأمريكي.
التطورات الميدانية الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط أثارت حذر الأسواق، وسط مخاوف من احتمالات تصعيد أوسع قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي، الأمر الذي دعم التوجه نحو الملاذات الآمنة، ومن بينها الدولار. التحذيرات المتبادلة والتصريحات الصادرة عن جهات رسمية رفعت من منسوب الترقب في الأسواق، وأسهمت في تقييد شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
في الوقت نفسه، حافظ الاحتياطي الفيدرالي على توجهاته المتشددة، حيث أظهرت توقعاته الأخيرة توجهًا محدودًا لخفض أسعار الفائدة على المدى البعيد، ما يعكس استمرار التركيز على احتواء التضخم ودعم الاستقرار النقدي، وهو ما منح الدولار دفعة إضافية.
ومع ذلك، فإن التحديات المرتبطة بالسياسات الاقتصادية العالمية، إلى جانب تباطؤ بعض المؤشرات الاقتصادية، ما تزال تؤثر على معنويات المستثمرين، وتحد من اندفاعهم نحو الأصول المقومة بالدولار. ويأتي ذلك في ظل الترقب لردود أفعال محتملة على الساحة الدولية قد تعيد تشكيل اتجاهات السوق.
في هذا السياق، تترقب الأسواق صدور البيانات الأولية لمؤشرات مديري المشتريات (PMIs) العالمية خلال الأسبوع الجاري، والتي ستوفر إشارات مهمة حول أداء الاقتصاد العالمي، وقد تسهم في توجيه حركة الأسواق وتقييم مسار الدولار في المرحلة المقبلة.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.