افتتحت الأسواق العالمية أسبوعها وسط حالة من الترقب والحذر، مع استمرار التوترات الإقليمية في الشرق الأوسط، بالتزامن مع جدول مزدحم لاجتماعات السياسة النقدية لدى عدد من البنوك المركزية الكبرى، في مقدمتها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
رغم ارتفاع درجة المخاطر الجيوسياسية، إلا أن مؤشر الدولار الأميركي تراجع بشكل طفيف في بداية التعاملات، بعد أن فقد بعضًا من المكاسب التي كان قد حققها نهاية الأسبوع الماضي. هذا التراجع جاء نتيجة انحسار المخاوف من تطورات عسكرية أوسع، خاصة مع بقاء حركة الشحن العالمية في المضائق الحيوية دون انقطاع.
ومع ذلك، حافظ الدولار على تماسك نسبي مقابل سلة العملات الرئيسية، مدعومًا بعوامل فنية واقتصادية، على رأسها توقعات تثبيت الفائدة من جانب الفيدرالي، مما حدّ من مكاسب العملات الآسيوية ودفعها إلى التراجع في بداية الأسبوع.
يُجمع السوق على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لن يُقدم على أي تغيير في أسعار الفائدة خلال اجتماعه المنتظر هذا الأسبوع، لكن الأنظار كلّها تتجه إلى التوجيهات المستقبلية.التركيز سيكون على تقييم الفيدرالي لتأثير ارتفاع أسعار الطاقة، بالإضافة إلى مؤشرات النمو التي أظهرت بعض التباطؤ، مقابل تضخم ما زال يتسم بالمرونة.
كما يواجه البنك المركزي ضغوطًا سياسية لخفض الفائدة، لكن المعطيات الحالية تجعل من التثبيت مع نبرة حذرة الخيار الأقرب. وفي أوروبا، استمر اليورو في تحقيق مكاسب مستقرّة على حساب الدولار، مدعومًا بالثقة في سياسة البنك المركزي الأوروبي، بينما ظل الجنيه الإسترليني يتحرك بشكل عرضي قبل قرار بنك إنجلترا، وسط بيانات اقتصادية متضاربة تتراوح بين تباطؤ في النمو وارتفاع في معدلات التضخم.
الين الياباني، رغم اعتباره تقليديًا ملاذًا آمنًا، شهد تراجعًا أمام الدولار بنحو 0.3%، مع اقتراب اجتماع بنك اليابان.ورغم أن السوق لا تتوقع تغييرات على مستوى سعر الفائدة، فإن التركيز الأكبر منصبّ على سياسة البنك تجاه تقليص مشتريات السندات، في ظل تضخم داخلي يتسم بالثبات النسبي. وهناك توقعات بأن يعتمد المحافظ كازو أويدا نبرة أكثر تشددًا، دون تغيير فعلي في السياسة النقدية في هذه المرحلة.
أما في الصين، فقد جاءت البيانات الاقتصادية متباينة. حيث سجل الإنتاج الصناعي نموًا دون التوقعات، متأثرًا بتباطؤ الطلب الخارجي، فيما فاقت مبيعات التجزئة التقديرات، مدفوعة بعطلات محلية ونشاط قوي في قطاع التجارة الإلكترونية. هذه الصورة المتضاربة دفعت بنك الشعب الصيني إلى تبنّي موقف الانتظار، وسط ترجيحات بالإبقاء على الفائدة المرجعية دون تغيير.
وعلي صعيد العملات الأسيوية افتتحت التداولات الأسبوعية بهبوط جماعي نسبي، مع استمرار هيمنة حالة الترقب وغياب المحفزات المحلية القوية. حيث انخفض الدولار الأسترالي بنحو 0.1%، بينما سجّل الدولار السنغافوري ارتفاعًا طفيفًا.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.