تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى نحو 61.10 دولارًا للبرميل خلال التعاملات الأوروبية المبكرة ليوم الثلاثاء، مسجلاً انخفاضاً للجلسة الثانية على التوالي، وسط ضغوط متزايدة بفعل توقعات بزيادة المعروض في الأسواق. يأتي ذلك بالتزامن مع ترقب الأسواق لاجتماع تحالف أوبك+، الذي قد يقرر رفع الإنتاج بواقع 411 ألف برميل يومياً إضافية خلال يوليو المقبل، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز. كما قد يتجه التحالف إلى إلغاء الخفض الطوعي المتبقي البالغ 2.2 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية أكتوبر.
وأفادت مصادر في أوبك+ أن ثمانية أعضاء من الدول التي تعهدت بخفض طوعي إضافي للإنتاج، سيعقدون اجتماعًا في 31 مايو، لبحث تسريع وتيرة رفع الإنتاج للشهر الثاني على التوالي. ومن المتوقع أن يُحسم قرار حصص الإنتاج في اجتماع وزاري يعقد عبر الإنترنت في 28 مايو، بحسب نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك.
في الوقت ذاته، تزداد الشكوك بشأن مستقبل الطلب على النفط، في ظل تنامي القلق حول أداء الاقتصاد الأمريكي. ويُعزى ذلك إلى تصاعد التوجه السلبي نحو الأصول الأمريكية، المعروف باسم “بيع أمريكا”، عقب خفض وكالة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من Aaa إلى Aa1، وذلك لأول مرة منذ عام 1917. وعللت الوكالة قرارها بارتفاع مستويات الدين الأمريكي، واستمرار الجمود السياسي في واشنطن بشأن معالجة العجز المالي.
وتتجه الأنظار كذلك نحو مشروع قانون طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يهدف إلى تمرير حزمة مالية كبرى تتضمن تخفيضات ضريبية، وزيادات في الإنفاق، ورفع سقف الدين. ورغم تسويق البيت الأبيض لهذا المشروع باعتباره خطوة شاملة لتحفيز الاقتصاد، إلا أن مكتب الميزانية في الكونغرس قدّر أنه قد يضيف نحو 3.8 مليار دولار إلى العجز الفيدرالي. هذه الخطوة أثارت مخاوف من أن تؤدي إلى تدهور إضافي في المالية العامة، مع احتمالات بقاء عوائد السندات مرتفعة لفترة أطول، وهو ما قد يرفع تكاليف الاقتراض ويؤثر سلباً على الطلب في أكبر سوق استهلاكية للطاقة في العالم.
ورغم هذه الضغوط، قد تجد أسعار النفط بعض الدعم مع تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين نتيجة تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. فبعد تهديدات بفرض تعريفات جمركية جديدة يوم الجمعة، تراجع الرئيس الأمريكي عن موقفه بعد اتصال هاتفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وقرر تمديد المهلة المرتبطة بالتعريفات على واردات الاتحاد الأوروبي. كما وافق الاتحاد الأوروبي على تسريع وتيرة المفاوضات التجارية مع واشنطن، مما ساعد في تهدئة المخاوف من اندلاع أزمة تجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.