سجلت أسواق النفط تراجعاً ملحوظاً نتيجة ارتفاع غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية، ما أعاد للواجهة مخاوف وفرة المعروض وتباطؤ الطلب. بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية كشفت عن زيادة قدرها 3.454 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 9 مايو، في مقابل توقعات السوق بانخفاض يقارب مليون برميل. وجاءت هذه الأرقام بعد أن أظهر معهد البترول الأميركي زيادة أكبر، مما زاد من حدة القلق في الأسواق.
تعزز هذه البيانات إشارات إلى ضعف التوازن بين العرض والطلب، خاصة في ظل ارتفاع واردات الخام الأميركية بنحو 422 ألف برميل يومياً. وفي الوقت ذاته، يواصل تحالف أوبك+ زيادة الإمدادات، حيث يُتوقع أن ترتفع صادرات المجموعة في شهري مايو ويونيو، مع تقديرات بزيادة إنتاج أوبك بمقدار 411 ألف برميل يومياً منذ أبريل.
هذا التوسع في الإمدادات يتناقض مع توقعات استقرار الطلب، ما يزيد احتمالات فائض المعروض في النصف الثاني من العام. وعلى الرغم من مؤشرات إيجابية بشأن تراجع التوترات التجارية العالمية، إلا أن تلك الإشارات لم تنعكس بوضوح على الطلب الفعلي.
في موازاة ذلك، ارتفع الدولار الأميركي بدعم من تحسّن المعنويات الاقتصادية، وهو ما ساهم بدوره في الضغط على أسعار النفط، إذ تصبح السلع المقومة بالدولار أقل جاذبية للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة.
في المجمل، تعكس تحركات السوق الأخيرة حالة من القلق المتنامي حيال الاتجاهات المستقبلية للطلب العالمي، وسط ديناميكيات عرض تتسم بالمرونة والتوسع، مما يضع أسعار النفط تحت ضغط هيكلي أكثر من كونه تقلباً مؤقتاً.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.
