سجلت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا خلال تداولات الجلسة الآسيوية يوم الثلاثاء، لكنها بقيت قريبة من أعلى مستوياتها الأخيرة، في ظل ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأمريكية التي تُعد مؤثرة في قرارات الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بأسعار الفائدة. وازدادت جاذبية الذهب كملاذ آمن بعد التوترات التي شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي، نتيجة مخاوف متزايدة من تباطؤ النمو الاقتصادي.
واقتربت أسعار الذهب الفورية من تحقيق مستوى قياسي يوم الجمعة الماضية، لكنها تراجعت مع صعود الدولار، وذلك قبل صدور تقرير التضخم المرتقب هذا الأسبوع، وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1٪ ليصل إلى 2502.07 دولار للأوقية، بينما تراجعت العقود الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة مشابهة لتستقر عند 2531.00 دولار للأوقية.
حيث يستعد السوق هذا الأسبوع لمتابعة بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) التي ستصدر يوم الأربعاء، حيث من المتوقع أن تقدم هذه البيانات مؤشرات حيوية حول حالة الاقتصاد الأمريكي. إذا أظهرت البيانات أي تراجع في مستويات التضخم، فإن التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة قد ترتفع، مما سيدعم بشكل مباشر الذهب.
تأتي هذه البيانات قبل أسبوع فقط من انعقاد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، حيث تشير التوقعات إلى احتمال تخفيض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. هذا التوقع القوي بتخفيض الفائدة ساهم في تعزيز أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة، خاصة أنه قد يمهد الطريق لدورة جديدة من التيسير النقدي من جانب الفيدرالي.
أما بالنسبة للمعادن الثمينة الأخرى، فقد سجلت هي الأخرى تراجعات ملحوظة يوم الثلاثاء. تأخر أداء البلاتين والفضة عن الذهب خلال الأسابيع الأخيرة. فقد تراجعت عقود البلاتين الآجلة بنسبة 0.1٪ لتصل إلى 945.00 دولار للأوقية، بينما انخفضت عقود الفضة الآجلة بنسبة 0.2٪ لتستقر عند 28.590 دولار للأوقية.
وفي سوق المعادن الصناعية، شهد النحاس انخفاضًا ملحوظًا يوم الثلاثاء، مع غياب الدعم من البيانات الاقتصادية الصينية التي كانت تشير إلى بعض التعافي. رغم التحسن غير المتوقع في الميزان التجاري الصيني لشهر أغسطس نتيجة الصادرات القوية، إلا أن أرقام الواردات الضعيفة أثارت مخاوف بشأن ضعف الطلب المحلي.
على سبيل المثال، انخفضت واردات النحاس إلى الصين بنسبة 12.3٪ على أساس سنوي في أغسطس، رغم أنها بقيت في المنطقة الإيجابية عند النظر إلى البيانات السنوية للأشهر الثمانية الأولى.
هذه الأرقام الضعيفة تأتي بعد سلسلة من التقارير الاقتصادية المخيبة للآمال من الصين في الفترة الأخيرة، مما يعزز المخاوف بشأن تباطؤ النمو في أكبر مستورد للنحاس عالميًا. هذا المزيج من البيانات السلبية والاتجاه العام لتجنب المخاطر في الأسواق أدى إلى خسائر ملحوظة في أسعار النحاس خلال الأسبوع الماضي.
تحليل الأداء الأخير للذهب والمعادن الصناعية يظهر أن المستثمرين لا يزالون في حالة ترقب وحذر شديدين، مما يعكس الطبيعة المتقلبة للأسواق المالية في ظل التوترات الاقتصادية العالمية.
